تخيل أنك تعرف مسبقًا أن سهم شركة AMD سيلامس قاعًا سعريًا عند 77 دولار، ثم ينطلق بقوة ليتجاوز مستويات 180 دولار، أي بارتفاع يفوق 130%. قد يبدو الأمر ضربًا من الخيال، لكن هذا ما حدث بالفعل، والسر يكمن في إحدى طرق وليام جان التي تمزج بين التحليل الرقمي والتحليل الفلكي.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة مبسطة لفهم كيف يمكن لزوايا الكواكب وحركتها أن تتقاطع مع الأسعار لتمنحك إشارات تداول قوية، تمامًا كما فعلت مع سهم AMD، وكيف أن هذه الطريقة يمكن أن تفتح لك منظورًا مختلفًا تمامًا لفهم الأسواق.
البداية: القاع عند 77 دولار
في تحليل سابق، كان سعر AMD عند مستوى 77 دولار تقريبًا. من خلال دراسة الخطوط الفلكية لجان (Planetary Lines)، ظهر أن كوكب المشتري (Jupiter) كان عند درجة فلكية مساوية تمامًا للسعر. هذه المطابقة بين “الدرجة الفلكية” و”السعر” ليست صدفة، بل نتيجة معادلات استخدمها جان قبل أكثر من 100 عام.
هذه الخطوط الفلكية ليست مجرد خطوط مرسومة عشوائيًا، بل هي نتاج حسابات دقيقة تجمع بين الزمن والسعر. عندما تتطابق الدرجة الفلكية للكوكب مع سعر الأصل المالي، يمكن أن يشير ذلك إلى مناطق انعكاس محتملة.
طرق جان: الدمج بين الرقمي والفلكي
طرق جان متعددة، لكن في هذه الحالة لم يتم الاعتماد على موجات إليوت أو أنماط سعرية كلاسيكية، بل على دمج “الحسابات الفلكية” مع “الحسابات الرقمية”.
الفكرة بسيطة في جوهرها:
-
كل كوكب له درجة فلكية بين 0 و 360.
-
عندما يتساوى السعر مع هذه الدرجة (أو مع مضاعفاتها +360، +720، إلخ)، يمكن أن يشكل ذلك مستوى دعم أو مقاومة مهم.
-
في حالة AMD، كان سعر 77 دولار مساويًا تمامًا لدرجة المشتري في يوم محدد، مما جعلها نقطة مثالية لبدء حركة صاعدة.
لماذا ليست كل العلاقات الفلكية مهمة؟
عندما يسمع المتداول عن التحليل الفلكي أو الربط بين حركة الكواكب والأسعار، قد يتخيل أن أي علاقة فلكية يمكن أن تكون إشارة تداول قوية. لكن الحقيقة أن السوق مليء بالعشرات، بل المئات، من العلاقات الفلكية التي تحدث يوميًا، ومعظمها لا يقدم أي قيمة عملية حقيقية للقرار التداولي.
السر ليس في ملاحقة كل حدث فلكي، بل في انتقاء العلاقات الفلكية القوية ودمجها مع أدوات حسابية دقيقة، خاصة طرق جان، مثل:
-
مربع التسعة (Square of 9): أداة أساسية في طرق جان تربط بين الأسعار والزوايا الهندسية.
-
الزوايا القوية مثل 180° و360°: تعتبر مستويات زمنية وسعرية مهمة قد تشير لانعكاس أو استمرار الاتجاه.
الفكرة هنا أن العلاقة الفلكية وحدها أشبه بإشارة ضبابية، لكن عندما تتقاطع مع مستوى سعري قوي من خلال أدوات جان، تتحول إلى كلاستر (Cluster) – أي نقطة تلاقي عدة عوامل داعمة – مما يزيد من قوة الإشارة بشكل كبير.
مثال عملي – سهم AMD:
في تحليل سهم AMD، لم يكن الاعتماد على حدث فلكي منفرد، بل على تلاقي عدة عوامل في نفس الوقت:
-
تطابق سعري-فلكي: وصول السعر إلى مستوى 77، وهو نفس الدرجة المرتبطة بكوكب المشتري في الحسابات الفلكية.
-
توافق زاوي مع القمة السابقة: تموضع السعر عند زاوية 360° من القمة الماضية، وهي من أقوى زوايا جان التي قد تشير إلى احتمالية انعكاس.
هذا التلاقي أو “الكلاستر” أعطى إشارة أقوى بكثير من أي عامل منفرد، مما زاد من احتمالية حدوث ارتداد ناجح.
الخلاصة:
-
ليست كل العلاقات الفلكية صالحة للتداول.
-
قوة الإشارة تأتي من دمج العلاقات الفلكية مع أدوات طرق جان الرقمية والزوايا الهندسية.
-
البحث عن “الكلاستر” أو التلاقي بين العوامل هو ما يميز المحلل المحترف عن الهاوي.
مثال آخر: سهم تسلا
في ديسمبر 2024، كان سهم تسلا عند قمة قريبة من 490 دولار. بالتحليل الفلكي، وُجد أن كوكب المريخ (Mars) كان عند 125 درجة. بإضافة 360 درجة (لأن السعر فوق 360) حصلنا على 485، وهو مستوى مقاومة دقيق جدًا. النتيجة؟ بدأ السهم رحلة هبوط قوية من هذه المنطقة.
أدوات جان: بين الماضي والحاضر
في زمن جان، لم تكن هناك برامج مثل Optuma أو Timing Solution. كان يعتمد على “التقويم الفلكي” لحساب مواقع الكواكب، ثم يرسم الخطوط يدويًا على الشارت. اليوم، هناك أدوات وبرامج تقوم بهذه الحسابات بدقة وسرعة، لكن يمكن تبسيط الأمر عبر معادلات يدوية أو حاسبات صغيرة لمن لا يمتلك هذه البرامج.
الفرق بين التوقع والتداول
عند التعامل مع طرق جان أو أي أسلوب تحليلي آخر، من الضروري أن تدرك أن ما تحصل عليه من التحليل الفلكي أو الرقمي هو توقع وليس نتيجة مؤكدة بنسبة 100%. التوقع أشبه بخريطة طريق تخبرك بالمناطق التي قد يحدث عندها انعكاس أو حركة قوية في السعر، لكنه لا يعني أن السعر ملتزم تمامًا بهذه الخريطة.
على سبيل المثال، إذا أظهر التحليل الفلكي أو الرقمي مستوى انعكاس محتمل عند سعر معيّن، فهنا يبدأ دورك كمتداول محترف:
-
الدخول المشروط – لا تدخل الصفقة لمجرد وجود التوقع، بل انتظر إشارة تأكيد من حركة السعر نفسها (مثل شمعة انعكاسية أو كسر وهمي).
-
إدارة المخاطر – ضع وقف خسارة واضح أسفل أو أعلى المنطقة المتوقعة حسب اتجاه الصفقة. هذا يحميك إذا كان التوقع غير صحيح.
-
الخروج عند الكسر – إذا تحرك السعر عكس التوقع وكسر المستوى، فلا تتردد في الخروج. التداول هنا ليس إثبات صحة التوقع، بل حماية رأس المال.
التحليل الفلكي والرقمي، مثل طرق جان، ليس سحرًا أو تنبؤًا غيبيًا، بل هو أداة فنية غير تقليدية تعتمد على دراسة دورات زمنية وأنماط متكررة في السوق. ميزته أنه قد يمنحك رؤية مبكرة لمناطق الانعكاس، لكن قوته الحقيقية تظهر عند دمجه مع أدوات التحليل الفني الكلاسيكي مثل الدعوم والمقاومات، أو النماذج السعرية.
الخطأ الذي يقع فيه الكثير من المتداولين هو التعامل مع التوقع كأنه يقين مطلق، فيدخلون صفقات بدون إدارة مخاطر أو بدون انتظار تأكيد، وهنا تتحول الأداة المفيدة إلى مصدر خسارة. بينما المحترف يفهم أن التوقع مجرد سيناريو محتمل، وأن التداول هو تنفيذ منضبط لهذا السيناريو وفق خطة واضحة.
باختصار:
-
التوقع = خريطة للسوق.
-
التداول = القيادة وفق الخريطة مع الاستعداد لتغيير المسار إذا ظهرت عقبات.
لماذا طرق جان مختلفة عن باقي المدارس؟
هناك العديد من أساليب التحليل الفني التقليدية، مثل التحليل الكلاسيكي أو المؤشرات أو موجات إليوت. لكن طرق جان تتميز بأنها:
-
تربط السعر بالزمن، وليس السعر فقط.
-
تعتمد على الرياضيات والهندسة، وليس على المشاعر أو التقديرات.
-
تأخذ في الاعتبار حركة الكواكب، وهو بعد نادر في التحليل الفني.
هذه الخصائص تجعلها أداة قوية لمن يجيد استخدامها، لكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى دراسة وتدريب طويل حتى يتقنها المتداول.
الخلاصة
تحليل سهم AMD عند 77 دولار كان مثالًا عمليًا على قوة الدمج بين التحليل الفلكي والرقمي وفق طرق جان. نفس الفكرة تنطبق على أسهم أخرى، عملات، مؤشرات أو حتى أسواق الكريبتو. الأهم هو الالتزام بالمنهجية وفهم أن هذه الطرق تمنحك ميزة إحصائية، لا عصا سحرية.
من يتقن هذه الأساليب يمكنه رؤية السوق من منظور مختلف تمامًا، حيث تصبح مواقع الكواكب وزواياها أداة مساعدة في تحديد مناطق الانعكاس القوية، كما فعل جان منذ قرن من الزمان.
