سوف نتحدث في هذه المقاله عن التحليل الفني لاسواق المال وكيف بدا وما هي اهميه التحليل الفني ومن اخترع التحليل الفني
التحليل الفني في سوق العملات
يرجع تاريخ التحليل الفني بمفهومه الحديث إلى الصحفي الأمريكي “تشارز داو”، الذي قام بتأسيس شركة داو جونز” للمعلومات المالية والإخبارية عام 1882م مع زميليه “إدوارد جونز” و”تشارلز بيرجستريسر”، ثم أسس بعدها أول صحيفة اقتصادية في العالم وهي “جريدة وول ستريت” والتي بدأ فيها بكتابة مقالات متخصصة عن المتاجرة في سوق الأسهم اعتمد فيها على ما أسماه بنفسية السوق.
وظل “داو” يكتب مقالاته التي كان يناقش فيها حالة سوق الأسهم الأميركي وتوقعاته له بناء على نفسية السوق إلى أن توفى عام 1902م، حتى جاء من بعده “هاملتون” الذي أهتم بأسلوب “داو” واستكمل الكتابة في جريدة “وول ستريت” مطبقًا الأسلوب ذاته.
ولم يترك “داو” فروض أو قواعد معينة لنظريته وإنما كانت بداية ظهور “نظرية داو” عام 1932م، حينما قام “روبرت ريا” بتخليص ما يقرب من 250 مقالة من مقالات “داو” و”هاملتون” ليقدم نظرية داو التي كانت نواة لنشأة علم التحليل الفني الحالي.
ما هي مدارس التحليل الفني؟
- مدرسة الكلاسيكي
- مدرسة الهارمونيك
- مدرسة العرض والطلب
- مدرسة اليوت
- مدرسة البرايس أكشن
- مدرسة التحليل الزمني لجان
ما هو الفرق بين التحليل الفني والتحليل الاساسي؟
يأخذ التحليل الفني في الاعتبار حركة السعر فقط، متجاهلاً العوامل الأساسية، حيث يفترض أن جميع هذه العوامل التي تؤثر على سعر السوق موجودة ضمن هذه الحركات. لذلك كل ما يحتاج إلى فحص هو السعر نفسه.
بالطبع، قد يؤثر حدث غير متوقع – مثل الكارثة الطبيعية أو الزلازل على سوق معين، ولكن المحلل الفني غير مهتم بالسبب. يركز المحلل الفني على المخطط نفسه والأشكال والأنماط والتشكيلات التي تحدث على المخطط.
التاريخ يعيد نفسه
حجر الزاوية في التحليل الفني هو الاعتقاد بأن التاريخ يميل إلى تكرار نفسه. على سبيل المثال، إذا ارتفع اليورو مقابل الدولار الأميركي قبل اجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي، فسيشتري المتداول الزوج قبل قرار أسعار الفائدة التالي في الولايات المتحدة. على هذا النحو، يستخدم المحللون الفنيون بيانات الأسعار التاريخية لمساعدتهم على التنبؤ بالمكان المحتمل أن تتجه إليه الأسعار. هذا هو المكان الذي تأتي فيه مستويات الدعم والمقاومة.
تميل الرسوم البيانية إلى تشكيل الأشكال التي حدثت تاريخيا، وتحليل الأنماط السابقة يساعد المحللين الفنيين على التنبؤ بحركات السوق المستقبلية المحتملة. يركز هذا المبدأ على اعتقاد المحلل الفني بأن التداول مرتبط بشكل كبير بالاحتمال وأن تحليل الأشكال التاريخية يمنح المحلل ميزة قبل فتح التداول. تُعرف هذه الأشكال بنماذج الأسعار:
التنبؤ بالمستقبل:
التحليل الفني هو ممارسة التنبؤ بحركات الأسعار المستقبلية المحتملة بناءً على دراسة تحركات الأسعار السابقة. يعتقد المحللون الفنيون أنه إذا كان مؤشر داكس في ارتفاع مؤخرًا، فقد يرتفع أكثر في المستقبل لأنه في اتجاه تصاعدي. هناك العديد من التقنيات المختلفة لتحديد الاتجاهات، ولكن مثل التنبؤ بالطقس فإن نتائج التحليل الفني لا تغطي جميع الاحتمالات المحتملة. بدلاً من ذلك، يمكن للتحليل الفني أن يساعد المستثمرين في توقع ما قد يحدث مع الأسعار مع مرور الوقت.
نظريات التحليل الفني
سعر السهم يشمل كل شيء: في هذه النظرية يعتقد داو أن الأسعار الحالية لسهم شركة ما تعكس جميع المعلومات عن هذه الشركة.ولذلك فأن السعر الحالي يمثل سعر عادل للسهم ويجب أن يؤخذ كأساس للتحليل.بناءً على ذلك فأن سعر السوق يعكس مجموع المعلومات الموجودة عند جميع المستثمرين والمحللين الفنيين والأساسيين ومدراء المحافظ الاستثمارية واستراتيجيات السوق وغيرهم.لذلك فانه من الخطأ الشك في عدالة الأسعار التي وضعها كل هؤلاء.
ويقوم التحليل الفني باستخدام المعلومات المأخوذة من هذه الأسعار ليستخلص منها توجه السوق بهدف التنبؤ بالأسعار المستقبليه.
حركة الأسعار ليست عشوائية تماماً: يعتقد داو أن مؤشر الأسعار نمطي (غير عشوائي).رغم ذلك هنالك فترات تكون فيها الأسعار عشوائية ولو كانت الأسعار دائماً عشوائية لكان في منتهى الصعوبة أن جني الارباح باستخدام التحليل الفني.المحلل الفني يعتقد بأنه من الممكن تحديد الحركة النمطية والاستثمار والكسب بناءً على حركتها.ولأن التحليل الفني ممكن تطبيقه على فترات مختلفة فمن الممكن تحديد الحركة النمطية قصيرة وطويلة الأجل.
بالنظر إلي الرسومات البيانية لشركة معينة نجد أن معظم الحركة على نمط تصاعدي مع فترات من الحركة العشوائية أو العكس.
مقارنه بين التحليل الفني والتحليل الاساسي
هل التحليل الأساسي أفضل من الفني أم أن العكس هو الصحيح؟
إن التحليل الأساسي قديم قدم الأسواق المالية نفسها. وفي العصر الحديث يعتبر كل من “بنيامين جراهام” و”ديفيد دود” من الآباء المؤسسين لمنهجية التحليل الأساسي، والتي تم استعراضها على نحو مفصل في كتابهما الشهير “تحليل الأوراق المالية” (Security Analysis) الصادر في عام 1934.
في هذا الكتاب وضح الرجلان العوامل التي يجب على المستثمر فحصها والانتباه إليها قبل اتخاذه أي قرار استثماري. وشملت هذه العوامل على سبيل المثال لا الحصر، الأرباح والإيرادات ومعدلات النمو والتدفقات النقدية. وبالمناسبة، معظم المستثمرين يستخدمون هذا النوع من التحليل سواء كانوا يدركون ذلك أم لا.
في المقابل يعود تاريخ التحليل الفني الذي تطور بشكل كبير خلال القرن الماضي إلى ما يقرب من 100 عام. ولعب “تشارلز داو” – أول رئيس تحرير لوول ستريت جورنال – دوراً محورياً في تطوير هذا النوع من التحليل.
في البداية قدم “داو” ما يعرف باسم “الرسم البياني بالنقطة والرقم” (Point and Figure Charting) والذي يمثل حركة السعر دون أخذ عامل الزمن أو الحجم بعين الاعتبار. وهذه طريقة منطقية بسيطة لتسجيل العلاقة بين العرض والطلب على أي سهم.
من خلال تعريفه لماهية الاتجاه (Trend) وتركيزه على دراسة حركة الأسعار كوسيلة للمفاضلة بين الأسهم، نجح “داو” في وضع أسس التحليل الفني بالشكل الذي نعرفه هذه الأيام.
التحليل الأساسي
الغرض الرئيسي من التحليل الأساسي هو تقدير “القيمة الجوهرية” للسهم عن طريق فحص مجموعة من العوامل الكمية والنوعية.
بعد تحديد القيمة الجوهرية، تتم مقارنتها بالسعر الحالي للسهم، وحينها سيكون السهم واحداً من ثلاثة:
1- سهم مبالغ في تقييمه “Overvalued” (قيمته الجوهرية أقل من سعره الحالي)
2- سهم مقيم بأقل من قيمته الحقيقية “Undervalued” (قيمته الجوهرية أكبر من سعره الحالي)
3 – سهم مقيم بقيمته العادلة “Properly valued” (قيمته الجوهرية تساوي سعره الحالي).
إذا اكتشف المستثمر مثلاً أن السهم مبالغ في تقييمه، فسيقوم ببيعه إذا كان موجوداً بالفعل ضمن حيازاته، ولكن حتى لو لم يكن المستثمر يمتلك هذا السهم، بإمكانه الاستفادة من هذه المعلومة من خلال بيع السهم على المكشوف. أي المراهنة على انخفاض سعر السهم إلى مستوى يعكس قيمته الجوهرية.
في المقابل إذا اعتقد المستثمر أن السهم مقيم بأقل من قيمته الحقيقية، فسيحرص على شرائه. والفكرة هنا ببساطة، هو أنه عاجلاً أو آجلاً سوف يعود السعر الحالي للسهم ليصحح نفسه ويصبح مساوياً للقيمة الجوهرية المقدرة للسهم. وأثناء عملية التصحيح هذه، يجني المستثمر الأرباح.
عند إجراء هذا النوع من التحليل هناك افتراضان مهمين: الأول هو أن السعر الحالي للسهم الجاري تحليله غير صحيح. وهذا يعني أن المستثمر أو المحلل يعتقد أن السوق علي خطا. أما الافتراض الثاني، فهو أن السعر الحالي للسهم سوف يتمكن على المدى الطويل من الاقتراب من أو مماثلة القيمة الجوهرية.
التحليل الفني
يختلف التحليل الفني عن التحليل الأساسي في أن تركيز الأول ليس على تحديد القيمة الجوهرية للسهم، وإنما ينصب بشكل رئيسي على تحديد “الأنماط” أو “الاتجاهات” التي قد تشير إلى شكل التحركات المستقبلية للأسعار، وذلك باستخدام الإحصاءات التي تحركات السعر في الماضي.
باختصار، يعتقد المحلل الفني أن الأداء التاريخي لكل من الأسهم والأسواق يعتبر مؤشراً على أدائهما المستقبلي. ومن هذا المنطلق، يركز المؤمنون بتلك المنهجية على تحديد أنماط التحركات السعرية.
يعتمد بعض المحللين على الأنماط التي تظهرها الرسوم البيانية وغيرها من المؤشرات الفنية من أجل التنبؤ بالأداء المستقبلي للسهم او السلعه. ولكننا إذا ركزنا قليلا، سنلاحظ أن المحلل الفني يعتمد في واقع الأمر على شيء واحد فقط أثناء سعيه للتنبؤ بحركة السعر، هو: بيانات العرض والطلب الخاصة بالسهم. او السلعه
مجال التحليل الفني بشكل عام يعتمد على 3 افتراضات رئيسية: الافتراض الأول هو أن السعر الحالي للسهم يعكس بالفعل كل المعلومات المتاحة. والثاني هو أن الأسعار لا تتحرك عشوائياً وإنما وفق “اتجاهات”. أما الافتراض الثالث وربما هو الأكثر أهمية من بين الثلاثة هو أن التاريخ يعيد نفسه.
في الوقت نفسه، يعتقد أنصار التحليل الفني أن سيكولوجية المستثمر تجعله يتفاعل طوال الوقت بنفس الطريقة مع بعض المحفزات.
من ناحية أخرى، يتعرض التحليل الفني كمنهجية للكثير من الانتقادات، والتي تتمحور معظمها حول حقيقة أن المحللين الفنيين يتجاهلون أساسيات الشركة تماماً. بالفعل، لا يعرف المحلل الفني ولا يرغب في أن يعرف أي شيء حول أساسيات السهم الذي يقوم بتحليله. هو فقط يركز على حالة العرض والطلب على السهم.
باختصار، التحليل الفني وعلى خلاف الأساسي لا يهتم بما إذا كان السهم مقيما بأقل من قيمته أو لا، بل نصب تركيزه على علاقة العرض بالطلب على السهم. وهذا هو السبب في أن البعض وخصوصاً من أنصار التحلي الأساسي يشيرون دائماً إلى التحليل الفني باعتباره دجلا أو تنجيما.
يبدأ المحلل الفني تحليله من خلال تجميع بيانات حو السعر وحجم المعاملات التي تمت على السهم. وبعدها يقوم ببناء مخططات متنوعة ويستخدم مجموعة واسعة من الأدوات الإحصائية التي يمكن تقسيمها إلى فئتين:
1) رسوم بيانية
2) مؤشرات فنية أثناء محاولته التنبؤ بالأداء المستقبلي للسهم.
استعرضت دراسة نشرها معهد “CFA” آراء كبار الخبراء والمتخصصين في مختلف الأسواق المالية العالمية حول التحليل الفني في مواجهة التحليل الأساسي، سنشير إلى بعضها هنا.
يقول “أندرياس ساور” المحلل المالي المعتمد (CFA) الحاصل على درجة الدكتوراه والمدير الإداري لشركة “يونيون باناجورا” التي تتخذ من فرانكفورت مقراً لها: “بشكل عام، أعتقد أن التحليل الأساسي ذو قيمة أكبر من التحليل الفني. وذلك لأنه يوفر إطاراً أكثر عمقاً لتقييم الأسهم والسندات بدلاً من مجرد إلى النظر إلى أنماط التحركات السعرية في الماضي.”
أما “كريستوفر أورندروف” (CFA) المدير الإداري ورئيس قسم استراتيجية الأسهم في شركة “بايدن آند ريجل” التي تتخذ من لوس أنجلوس مقراً رئيساً لها يقول:”نحن نستخدم التحليل الفني وكذلك الأساسي في تحليل الأسهم وأدوات الدخل الثابت. فالتحليل الأساسي هو من يقودنا إلى الأوراق المالية التي يجب امتلاكها.
في نهايه هذا المقال نريد أن نشير إلى أن هناك نوعاً من التحليل ظهر خلال العشرين سنة الماضية يقع تقريباً في المنتصف بين التحليل الفني والأساسي، يطلق عليه التحليل الكمي. وهو نهج يجمع بين بعض أساليب التحليل الفني والأساسي في نفس الوقت.